🗓️ نُشِر بتاريخ: 31/5/2025 🕓 الوقت التقديري للقراءة: 5 دقائق
حين يصبح الملعب أسطورة
في قلب مدينة ميونخ الألمانية، يتلألأ مبنى يُشبه فقاعة عملاقة مضاءة بألوانٍ زاهية تخطف الأنظار، إنه أليانز أرينا، ليس مجرّد ملعب لكرة القدم، بل هو مسرح للبطولات وملتقى العشاق.
منذ لحظة إفتتاحه، نجح هذا الصرح المعماري في أن يسرق الأضواء من أشهر ملاعب العالم، ويصبح رمزًا للتقدم التكنولوجي والإبتكار الهندسي في تصميم الملاعب.
فما سر هذه الأيقونة الألمانية؟ وكيف تحوّل من فكرة على ورق إلى واحد من أعظم الملاعب في تاريخ كرة القدم؟
تحفة هندسية تخطف الأبصار: تصميم لا يُضاهى وقدرة إستيعابية مذهلة
عند الحديث عن ملعب أليانز أرينا، لا يمكن تجاهل التصميم الفريد الذي يجعله مختلفًا عن أي ملعب آخر في العالم. صمّمه الثنائي المعماري الشهير Herzog & de Meuron، بالتعاون مع شركة Arup.
يُغطّى الجزء الخارجي للملعب بـ 2,874 وحدة ألواح ETFE القابلة للنفخ، والتي تُضيء بثلاثة ألوان رئيسية: الأحمر عندما يستضيف بايرن ميونخ، الأزرق لنادي ميونخ 1860، والأبيض عندما يستضيف المنتخب الألماني.
الميزة الأكثر لفتًا للأنظار أن هذه الواجهة قادرة على التبديل بين الألوان بلمسة زر، مما يجعلها تجربة بصرية غير مسبوقة. أما من الداخل، فيتسع الملعب لما يصل إلى 75,024 متفرجًا خلال المباريات المحلية، و70,000 في المسابقات الدولية، كما يحتوي على أكثر من 100 جناح فاخر وخدمات متكاملة مخصصة لراحة الجماهير.
هذا التكامل بين الجمال الخارجي والراحة الداخلية جعله وجهة مفضلة لعشاق كرة القدم من مختلف أنحاء العالم.
من الفكرة إلى الإنجاز: قصة بناء "أليانز أرينا"
بدأت قصة الـ"أليانز أرينا" مطلع القرن الحادي والعشرين، حين برزت الحاجة إلى ملعب جديد وحديث لنادييْ بايرن ميونخ وميونخ 1860. وبدعم من حكومة ولاية بافاريا، إنطلق المشروع في عام 2002، وإستمر البناء لمدة ثلاث سنوات بتكلفة تجاوزت 340 مليون يورو. إفتُتح الملعب رسميًا في 30 مايو 2005، بمباراة جمعت بين الفريقين البافاريين.
لكن في عام 2006، إضطر نادي ميونخ 1860 إلى بيع حصته في المشروع بسبب صعوبات مالية، ليصبح بايرن ميونخ المالك الحصري للملعب. ومنذ ذلك الحين، أصبح الـ"أليانز أرينا" هو القلعة الرسمية للنادي الألماني الأشهر، الذي لا تزال جماهيره تملأ مدرجاته أسبوعًا بعد أسبوع.
مسرح للبطولات: حين يتحدث التاريخ
لا تقتصر شهرة أليانز أرينا على كونه ملعبًا لنادٍ كبير، بل لعب دورًا محوريًا في إستضافة كبرى الأحداث الرياضية على المستوى العالمي. في عام 2006، كان أحد الملاعب الرئيسية خلال بطولة كأس العالم التي أقيمت في ألمانيا، حيث إحتضن ست مباريات، من بينها المباراة الإفتتاحية. كما إستضاف نهائي دوري أبطال أوروبا عام 2012، في أُمسية لا تُنسى بين بايرن ميونخ وتشيلسي، شهدت تتويج الفريق اللندني باللقب وسط حسرة الجماهير البافارية.
وتجدد الموعد مع التاريخ في عام 2025، حيث أُقيم على أرضية الـ"أليانز أرينا" نهائي دوري أبطال أوروبا مجددًا، مما يؤكد مكانته بين أعظم ملاعب العالم. وتُخطط المدينة أيضًا لإستخدامه في بطولات مستقبلية كجزء من ملف الترشح الأوروبي المشترك.
التكنولوجيا والخدمات: عندما تلتقي الرياضة بالمستقبل
ما يميّز أليانز أرينا عن غيره من الملاعب ليس فقط مظهره أو تاريخه، بل التكنولوجيا المدمجة فيه. يتمتع بنظام إضاءة LEDهو الأول من نوعه على مستوى الملاعب، يُمكن برمجته لخلق عروض ضوئية متزامنة مع الأحداث. إضافةً إلى ذلك، توفر شاشات العرض العملاقة، نظام الصوت المحيطي، وأحدث أنظمة الحماية، تجربة متكاملة للمشجعين.
كما يوفّر الملعب خدمات رقمية متطورة، مثل التذاكر الإلكترونية، تطبيقات الخرائط داخل الملعب، وخدمة الإنترنت اللاسلكي المجانية، التي تُعزز من تفاعل الجماهير عبر مواقع التواصل الإجتماعي في أثناء المباريات.
أكثر من مجرّد مباراة: تجربة المشجع داخل الـ"أليانز أرينا"
زيارة الـ"أليانز أرينا" لا تقتصر على مشاهدة مباراة، بل هي رحلة تفاعلية تستحق أن تُعاش. يحتوي الملعب على أكبر متحف لنادٍ رياضي في ألمانيا، "FC Bayern Erlebniswelt"، والذي يعرض تاريخ نادي بايرن ميونخ بطريقة مبتكرة بإستخدام تقنيات الواقع المعزّز. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للزوار القيام بجولات إرشادية داخل الملعب، تشمل غرف تبديل الملابس، مقاعد البدلاء، والممرات الخاصة باللاعبين.
كما يضم الملعب مطاعم ومقاهي فاخرة تطل على الملعب، ومتاجر رسمية تعرض منتجات النادي الأصلية، مما يمنح الزوار تجربة متكاملة تستمر في الذاكرة طويلاً بعد صافرة النهاية.
إذا كنت من عشاق الرياضة والإبتكار، فنحن ندعوك اليوم إلى: