🗓️ نُشِر بتاريخ: 26/3/2025 🕓 الوقت التقديري للقراءة: 6 دقائق
الهلال بين التاريخ والمُلكية
يُعتبر نادي الهلال السعودي واحدًا من أكثر الأندية شهرةً ونجاحًا في الشرق الأوسط وآسيا، حيث يمتلك تاريخًا حافلًا بالبطولات والإنجازات. لكن من يملك هذا النادي العريق؟ وكيف تطورت مُلكيته على مر السنين؟
في هذه المقالة، سنتعرف على تاريخ النادي، هيكله الإداري، وإستحواذ صندوق الإستثمارات العامة، إضافةً إلى شراكاته الإستراتيجية ورؤيته المستقبلية.
تاريخ نادي الهلال ونشأته
تأسس نادي الهلال عام 1957 تحت إسم "الأولمبي"، قبل أن يتم تغييره لاحقًا إلى "الهلال" بأمر من الملك سعود بن عبدالعزيز بعد إختيار الإسم من بين ثلاثة مقترحات: الهلال، اليمامة، والوحدة.
في بداياته، كان النادي يُدار بشكل فردي من قِبَل مؤسسه ورئيسه الأول، دون وجود مجلس إدارة رسمي. لكن في عام 1960، بدأ النادي في تشكيل أول مجلس إدارة بمساهمة عدد من الشخصيات الهلالية التي ساندت الرئيس في مهامه، وهو ما مهّد لتطور النادي إداريًا وماليًا.
من يملك نادي الهلال اليوم؟
حاليًا، يُعتبر نادي الهلال أحد الأندية التي إستحوذ عليها صندوق الإستثمارات العامة السعودي ضمن مشروع "خصخصة الأندية الرياضية"، حيث يمتلك الصندوق 75% من أسهم النادي، بينما تحتفظ الجمعية العمومية بأعضاءها الحاليين بـ 25% من المُلكية. يهدف هذا الإستحواذ إلى تحسين الأداء المالي والإداري للنادي، وتعزيز قدرته التنافسية على المستوييْن المحلي والعالمي.
أهداف إستحواذ صندوق الإستثمارات العامة:
▪️تعزيز الإستدامة المالية للنادي وتحقيق أرباح مستدامة.
▪️تطوير البنية التحتية الرياضية والإستثمار في المواهب المحلية.
▪️جعل الهلال علامة رياضية عالمية عبر شراكات وإستثمارات دولية.
▪️دعم رؤية السعودية 2030 في تطوير قطاع الرياضة والترفيه.
الهيكل الإداري والحوكمة
يتمتع نادي الهلال بنظام حوكمة فعال لضمان الشفافية والإدارة المالية السليمة، وهو ما يندرج تحت إشراف الجهات المعنية بالرقابة المالية في المملكة.
كما أن الجمعية العمومية للنادي تساهم في إتخاذ القرارات الكبرى، لا سيما فيما يخص تعيين مجلس الإدارة والإشراف على الشؤون المالية والإدارية.
الكفاءة المالية والحوكمة:
▪️الإلتزام بمعايير الشفافية المالية وفق اللوائح المحلية.
▪️تحسين إدارة الموارد لتحقيق أقصى إستفادة للنادي.
▪️تعزيز الرقابة المالية لضمان الإستدامة والإستثمار الذكي.
الشراكات الإستراتيجية
يتمتع الهلال بعدد من الشراكات الإستراتيجية التي تدعم مسيرته الرياضية والإستثمارية، أبرزها:
1- الشريك الإستراتيجي - القدية:
تُعد القدية (Qiddiya) مشروعًا ترفيهيًا ضخمًا ضمن رؤية 2030، وهي الشريك الإستراتيجي للهلال، حيث تهدف هذه الشراكة إلى تطوير البنية التحتية الرياضية للنادي، وتعزيز تجربة الجماهير من خلال توفير بيئة متطورة للرياضة والترفيه.
2- الشريك الرسمي - مجموعة سافي:
تعمل مجموعة سافي (SAVVY) على الإستثمار في قطاع الألعاب والرياضات الإلكترونية، مما يفتح آفاقًا جديدة أمام الهلال في هذا المجال، ويسهم في توسيع قاعدة الجماهير الرقمية للنادي عبر منصات الألعاب والرياضات الإلكترونية.
مؤسسة نادي الهلال ومهامها
تلعب مؤسسة نادي الهلال دورًا محوريًا في تنمية النادي من خلال برامجها المختلفة، والتي تشمل:
▪️دعم الأنشطة المجتمعية والخيرية.
▪️الإستثمار في المواهب الرياضية وتطوير الفئات السنية.
▪️تعزيز الإستدامة المالية عبر مشاريع إستثمارية متنوعة.
قاعدة 50+1 في الدوري الألماني.. مقارنة مع الهلال
في الدوري الألماني، تنص قاعدة 50+1 على أن الجماهير يجب أن تمتلك 51% من حقوق التصويت لضمان عدم سيطرة المستثمرين بشكل كامل على الأندية. يهدف هذا النظام إلى الحفاظ على إستقرار الأندية وإستدامتها.
على النقيض، يعتمد نادي الهلال على نموذج إستثماري مختلف، حيث يمتلك صندوق الإستثمارات العامة 75% من النادي، بينما تظل 25% للجمعية العمومية، مما يوازن بين الإستثمار المؤسسي والتأثير الجماهيري.
نظرة مستقبلية لمُلكية الهلال
يعد نادي الهلال السعودي نموذجًا ناجحًا في إدارة الأندية الرياضية بفضل شراكاته القوية وإستثماراته الإستراتيجية. ومع دخول صندوق الإستثمارات العامة في مُلكيته، أصبح النادي في موقع أقوى لمواصلة نجاحاته محليًا وعالميًا.
لا شك أن المستقبل يحمل الكثير من المفاجآت لهذا النادي العريق، فهل يكون الهلال أول نادٍ سعودي يحقق إنجازات عالمية غير مسبوقة؟