من براويلر إلى ليفربول: كيف قلب "فيرتز" موازين الكرة الألمانية؟
🗓️ نُشِر بتاريخ: 25/6/2025 🕓 الوقت التقديري للقراءة: 6 دقائق
من بلدة صغيرة إلى ملاعب الكبار: من هو فلوريان فيرتز؟
فلوريان ريتشارد فيرتز، من أبرز نجوم الكرة الألمانية، وُلد في 3 مايو 2003 في براويلر، بلدة صغيرة تابعة لبولهايم غرب كولونيا. بعقليته الهادئة داخل الملعب ومهاراته المبهرة خارجه، فرض إسمه بسرعة بين كبار أوروبا، وأثار فضول عشاق الكرة في العالم العربي لإكتشاف سر تألقه.
جذور كرة القدم: رحلة فيرتز من براويلر إلى كولن
وُلد فلوريان فيرتز في براويلر التابعة لبولهايم غرب كولونيا، وسط عائلة ألمانية رياضية. والداه، هانس-يواخيم وكارين فيرتز، لعبا دورًا محوريًا في مسيرته كمديرَيْ أعماله، ووالده شغل منصبًا إداريًا في نادي Grün‑Weiß Brauweiler، حيث بدأ فلوريان ممارسة الكرة. كما أن شقيقته جوليان تلعب كرة القدم، ما يعكس بيئة أسرية مشجعة على الإحتراف.
في عام 2008، إلتحق بأكاديمية نادي SV Grün-Weiß Brauweiler، وقضى فيها عامين قبل أن ينتقل إلى FC Köln عام 2010، ويطوّر موهبته هناك على مدار عشر سنوات، حتى أصبح من أبرز لاعبي الفئات السنية في ألمانيا.
التحوّل الكبير: من كولن إلى باير ليفركوزن
في يناير 2020، فاجأ فلوريان فيرتز الجميع بإنتقاله من كولن إلى غريمه الإقليمي باير ليفركوزن، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، خاصة أن كولن كان يعلّق آمالًا كبيرة عليه. لكن فيرتز سرعان ما أثبت أن هذه الخطوة كانت ضرورية لتسريع تطوره.
في سن 17، أصبح أصغر لاعب يشارك في تاريخ ليفركوزن بالبوندسليغا، ثم حطّم الرقم القياسي كأصغر هدّاف في تاريخ الدوري الألماني وقتها. بفضل رؤيته وذكائه وتحكمه العالي بالكرة، أصبح من الركائز الأساسية للفريق رغم صغر سنه.
العقبة الكبرى: إصابة فلوريان فيرتز وتأثيرها على مسيرته
في 2022، تعرّض فلوريان فيرتز لإصابة قوية في الركبة حرمته من المشاركة في كأس العالم، الذي كان ينتظره بشغف لإبراز موهبته عالميًا. لم تكن الإصابة ضربة شخصية فقط، بل أثرت أيضًا على المنتخب الألماني، الذي كان يعوّل عليه لتعزيز الوسط والهجوم.
مع ذلك، أظهر فيرتز عزيمة كبيرة للتعافي، مستفيدًا من دعم عائلته وطاقم العلاج، ليعود تدريجيًا إلى الملاعب ويستعيد مستواه السابق.
نظرة مستقبلية تحولت إلى واقع: إنتقال فلوريان فيرتز إلى ليفربول وتأثيره على الدوري الألماني
في عام 2025، إنتقل فلوريان فيرتز إلى ليفربول الإنجليزي في صفقة تُعد من الأغلى في تاريخ الدوري الألماني، مجسّدة واقعًا مألوفًا، حيث يغادر عدد كبير من أبرز نجوم البوندسليغا نحو الدوري الإنجليزي بحثًا عن رواتب أعلى وإمكانات مالية أكبر، في ظل عجز الأندية الألمانية عن مجاراتها ماليًا. وبينما يُهيمن بايرن ميونخ على البوندسليغا بتحقيقه لقب الدوري 11 مرة متتالية (من 2012/13 حتى 2022/23)، تزداد الفجوة بينه وبين بقية الأندية، مما يعمّق أزمة التنافسية داخليًا ويُحفّز النجوم على الرحيل خارجيًا. وحتى هونيس، الرئيس السابق لبايرن ميونخ، قال في 2022 إن "الدوري الإنجليزي لا يتفوق رياضيًا علينا، لكن لديه ميزانية أكبر بفضل الأموال الأجنبية"، موضحًا: "هم ليسوا أفضل منا، فقط الأموال أكثر متاحة لهم".
ورغم أن بايرن ميونخ يكاد يكون الوحيد القادر على تحمّل مثل هذه التكاليف داخل ألمانيا، إلا أن إنتقال فيرتز سلّط الضوء على تحدٍ كبير. فإستمرار النجوم الألمان في البوندسليغا ضروري لضمان نجاح وإستمرارية المنتخب الوطني. صحيح أن بايرن ميونخ يجمع عددًا كبيرًا من أفضل اللاعبين الألمان لتعزيز الإنسجام والإستقرار، لكنه لا يستطيع جمعهم جميعًا. وجود أكثر من نادٍ قوي ماليًا داخل ألمانيا سيُسهم في بقاء أبرز اللاعبين والمدربين داخل البوندسليغا، وهو ما يضمن تطور الكرة الألمانية وإستقرار المنتخب على المدى الطويل.
في هذا السياق، برزت قاعدة 50+1 في ألمانيا، التي تمنع سيطرة المستثمرين على الأندية، كعامل مركزي في هذا التحدي. وكان السؤال المطروح: هل حان الوقت لإعادة النظر في هذه القاعدة؟ أم أن تطبيقها عالميًا سيكون الحل الأمثل لضمان إستدامة المنافسة المالية وتحقيق توازن في كرة القدم؟
عبّر هانز-يواخيم فاتسكه، الرئيس التنفيذي لبوروسيا دورتموند، عن أسفه لرحيل فلوريان فيرتز إلى ليفربول، قائلاً: "إنه أمر مؤسف حقًا أن لاعبًا مثل فلوريان فيرتز يغادر الدوري الألماني. لم يكن لدي أي مشكلة على الإطلاق إذا كان قد ذهب إلى بايرن ميونخ. كان ذلك سيكون أفضل للبوندسليغا". ورغم تمسكه السابق بقاعدة 50+1 وإعتبارها عنصرًا أساسيًا في هوية الكرة الألمانية، إلا أنه دعا إلى حلول وسط تتيح التنافس المالي دون المساس بالقيم. ومثال على ذلك محاولة رابطة البوندسليغا تمرير صفقة إستثمارية كبيرة، أُجهضت لاحقًا عام 2024 تحت ضغط إحتجاجات جماهيرية واسعة، ما يُظهر صعوبة إيجاد توازن بين الإستقرار المالي والحفاظ على مبادئ اللعبة.
أما أولي هونيس، فعبّر في أكثر من مناسبة عن تحوّل كبير في موقفه تجاه القاعدة. ففي 2022، قال:"إذا لم تفكر البوندسليغا — وأستثني هنا نادي بايرن ميونخ — في إلغاء قاعدة 50+1، فسنواجه مشكلات كبيرة في قدرتنا على المنافسة دوليًا على المدى البعيد." وأضاف: "هناك فجوة واضحة بين كرة القدم الألمانية ونظيرتها الفرنسية (بإستثناء باريس سان جيرمان)، وكذلك الإيطالية جزئيًا، مقارنة بالدوريات المدعومة بأموال عربية أو مليارات من الإستثمارات الأمريكية".
وفي 2023، ذهب أبعد من ذلك، مؤيدًا إلغاء القاعدة تمامًا، قائلاً: "أنا أؤيد تمامًا إلغاء هذه القاعدة. في إنجلترا، كل نادٍ في الدوري الممتاز أو دوري الدرجة الأولى مرتبط بشركة أو دولة أو أحد الأثرياء، ولهذا هم يتفوقون علينا دوليًا". وأضاف موضحًا رؤيته: "لا يمكننا التظاهر بعدم رؤية الواقع. إذا أردنا منح الأندية الألمانية الأخرى فرصة حقيقية لمنافسة بايرن ميونخ، فعليها أن تحصل على دعم من شركات، ويجب أن يُسمح لكل نادٍ بإتخاذ قراره بالتشاور مع أعضائه."
وفي 2025، أبدى هونيس رغبته الصريحة بضم فيرتز إلى بايرن ميونخ، قائلاً: "إذا لعب فلوريان فيرتز إلى جوار جمال موسيالا في بايرن ميونخ في مرحلة ما، حينها يمكننا النظر بهدوء أكبر تجاه المستقبل"، وأضاف: "إذا كان بمقدوري الحلم، فيمكنني القول بأن فلوريان فيرتز يجب أن ينتقل إلى البايرن".
نهاية فصل... وبداية سؤال
بإختصار، يمثل إنتقال فلوريان فيرتز إلى ليفربول فصلًا جديدًا في مسيرته، ومرآة تعكس التحديات التي تواجه الكرة الألمانية. بين الحفاظ على الهوية والسعي للمنافسة، يبقى السؤال مفتوحًا: إلى أين تتجه البوندسليغا؟
إذا كنت من عشاق الرياضة والإبتكار، فنحن ندعوك اليوم إلى:
▪️زيارة متجرنا الإلكتروني"SAB Store"لإكتشاف منتجات رياضية مميزة ومستلزمات رسمية حصرية.
▪️الإنضمام إلى منصتنا التعليمية"SAB Learn"لتطوير مهاراتك ومعارفك في مجالات متنوعة، من الرياضة إلى التقنية والإدارة.
إستيقظ الآن! وإكتشف أسرار كرة القدم الإحترافية!
شاركنا رأيك!
هل تعتقد أن قاعدة 50+1تحمي هوية الكرة الألمانية أم تُقيّد قدرتها على المنافسة الأوروبية؟ مع رحيل فلوريان فيرتز إلى ليفربول، يتجدد النقاش حول مستقبل البوندسليغا وقدرتها على الإحتفاظ بنجومها.
هل تؤيد الحفاظ على قاعدة 50+1؟ أم ترى أن السماح بالإستثمار الحر هو الحل الوحيد لمواكبة الدوريات الكبرى؟